تجديد البيعة.. رسالة ووفاء
الحمد لله الذي أنعم وأعطى واختار للوطن من هم له أوفى وصلاتي على النبي محمد الهادي إلى خير الهدى وبعد،،
تحتفي مملكتنا الغالية بذكرى عزيزة على قلب كل مواطن ومواطنة وهي ذكرى البيعة الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم، والذي أسسه على شريعة واضحة ليلها كنهارها، فأقام العدل ورتب البيت السعودي وعمل على نهضة الوطن والمواطن، وتوالت إنجازاته التي عانقت عنان السماء سمواً وضخامة، حيث حمى الجار والدار، فعزز مكانة الدين والوطن وأعاد هيبة الأمة، ووقف شامخا في وجه الإرهاب وأهله، ولم تشغله هذه الأمور الجسام عن الفقير والملهوف والمكروب في شتى بقاع الأرض.
أعوام أربعة مضت، قصيرة في عمر الزمن، كبيرة بحجم الإنجاز، التي شهدتها المملكة في انطلاقتها نحو آفاق أرحب في شتى الميادين، فمنذ أن تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015م، سطر التاريخ اسم مليكنا «سلمان» في صفحاته باعتزاز وفخر، فلقد عرفناه قارئا مطلعا، ومتبحرا في المعرفة، وعهدناه قويا حازما، بلا إفراط وبدون أي تفريط، فكان تاريخا يستحق أن يُكتب، تتحدث عنه منجزاته التنموية، والخيرية، والدولية بكل عزة وشموخ.
إنجازات تاريخية في عهد ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يتحدث عنها القاصي والداني، فقد نجح – رعاه الله – في هذه الفترة القصيرة في تحقيق العديد من الإنجازات سواء الداخلية أو الخارجية، حيث نجح- حفظه الله - في تثبيت بيت الحكم، وترتيب أركان الدولة، بضخ الدماء الشابة القادرة على دفع عجلة قيادة الدولة إلى مصاف الدول العظمى في الرقي والازدهار في كافة المجالات، فزاد حجم الاقتصاد الوطني واستمر نموه، من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل، والقدرة على التكيف مع التطورات وتجاوز التحديات، وتم إطلاق العديد من البرامج تنويعا للقاعدة الاقتصادية، وتمكيناً للقطاع الخاص من القيام بدور أكبر مع المحافظة على كفاءة الإنفاق بهدف تحقيق معدلات نمو اقتصادي مناسبة وتخفيف العبء على المواطنين، ومعالجة ما قد يحدث من آثار إلى جانب دعم القطاع الخاص.
وفي مجال التعليم، شهد التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تغيراً نوعياً في هيكلة مؤسساته التعليمية وإداراته بعد دمج التعليم الجامعي والتعليم العام في وزارة واحدة، وبدأت على ضوء ذلك ملامح التغير التي تواكبت مع برنامج التحول الوطني 2020، ومع رؤية المملكة 2030 وتماشت مع معطياتها لتطوير العملية التعليمية والتربوية، علاوة على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بأحوال الطلبة والطالبات من المبتعثين في الخارج ، فقد أصدر الملك سلمان أمراً ملكياً بإلحاق المبتعثين على حسابهم الخاص ضمن "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي"، ولأن البحث العلمي مكمل للنشاط التعليمي ورافد مهم له في الجامعات بصفته ركيزة التطوير والتقدم في كل مجالات العلوم، ولكونه وسيلة ترسيخ مفاهيم اقتصاد المعرفة المثلى، فقد سعت الوزارة لتعزيز دور الجامعات في خدمة البحث العلمي من خلال تطوير مراكز البحث العلمي فيها، ومن أنماط هذا التطوير الحدائق العلمية وحدائق التقنية وحاضناتها، كل ذلك يتم وسط أوضاع عالم مضطرب، يعاني تطورات متلاحقة، وحالات اقتصادية غير مستقرة، ولكنه عهد الحزم مع العزم، والقوة والإصرار، لا يعرف للاستكانة سبيلا ولا للتوقف مكانا.
نبايعك ملكنا سلمان بن عبد العزيز «يحفظك الله» ملكا موفقا بمشيئة الله تعالى، ونبايعك أميرنا محمد بن سلمان «يحفظك الله» ولياً للعهد موفقاً بمشيئة الله تعالى.. يدا بيد نعمل معكم لخدمة بلاد الحرمين “قبلة المسلمين”، ومنهجنا كتاب الله وسنة نبينا محمد.
اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين لما تحب وترضى.